![]() |
المشاركة رقم: 1 | ||||||||
![]() |
المنتدى :
المنتدى الإسلامى العام
![]() بسم الله الرحمن الرحيم " فضل العفة " الحمد لله العليم الحليم، التواب الرحيم؛ يعلم ذنوب عباده فيسترهم، ويرى جنايتهم فيحلم عنهم، ولا يعاجلهم بالعذاب رحمة بهم، ويقبل توبة التائب منهم ﴿ وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ﴾ [الشُّورى:25] نحمده ونشكره على نعم أتمها، وعافية أسبغها، وعلى عيوب سترها، وذنوب غفرها، وعلى معاص وفق لتركها، وطاعات أعان على فعلها، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ ينعم على العباد وقليل منهم شكور، ويحلم عنهم وقليل منهم من يتوب ويئوب، وكل نعمة منه، وكل مصيبة فبما كسبت أيدي خلقه ﴿ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ﴾ [الكهف:49] وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وصفيه وخليله؛ أعف الناس نفسا، وأحسنهم خلقا، وأطيبهم قلبا، وأزكاهم عملا، وأغضهم بصرا، وأحصنهم فرجا، وفقه الله تعالى لكمالات الأخلاق والأقوال والأفعال، وجنبه السوء والفواحش والرذائل، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين. أما بعد: فاتقوا الله تعالى وأطيعوه، وراقبوه في كل أحوالكم؛ فإن الإحسان أن تعبد الله تعالى كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ ﴾ [الملك:12]. ايها الناس: شهوات الدنيا تزول بزوال وقتها، والممتعون فيها لا تكتمل لذتهم بها، فتخالط لذائذهم أكدارها، وتفسدها عليهم مصائبها ومنغصاتها، ويقطعها أبدا رحيلهم عنها. فإن كانت شهوات محرمة كانت أوزارهم معهم تسوء بها أحوالهم، وتسود بها وجوههم؛ كما يمثل العمل القبيح في القبر بصورة رجل قبيح ينذر صاحبه ويتوعده، فيقول: "مَنْ أَنْتَ؟ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ يَجِيءُ بِالشَّرِّ، فَيَقُولُ: أَنَا عَمَلُكَ الْخَبِيثُ". والزنا من أخبث الأعمال وأبشعها، وهو من كبائر الذنوب وموبقاتها، وما ابتلي به عبد إلا شقي في دنياه قبل أخراه، فإن فاجأه الموت وهو على معصيته لقي الله تعالى بذنب عظيم، وإثم مبين. وكلما تيسرت طرق الزنا؛ عظم البلاء به، واشتد الصبر عليه، وتلوثت به المجتمعات، وتنزلت به العقوبات. وإذا أوصدت أبواب الزواج، وبالغ الناس في مئونته؛ حل الحرام محل الحلال. واجتناب المحرم أهون من تركه بعد الوقوع فيه، والعفاف عن الزنا أفضل من التوبة منه؛ ولذا نهى الله تعالى عن القرب من أسبابه ليتحقق اجتنابه ﴿ وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا ﴾ [الإسراء:32]. والعفة حصن دون الزنا حصين، فمن تحصن بها نُجِّي منه؛ ولذا أمر الله تعالى بها من لا يجد مئونة النكاح ﴿ وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ ﴾ [النور:33]. والعفة هي الكف عن القبيح، ولا تتحقق العفة إلا بقلب سليم خال من الهوى؛ فإن هوى الرجل بالمرأة يصرعه، كما أن هوى المرأة بالرجل يصرعها، والعين هي طريق هوى القلب، فما تستقبله العين ينزل على الفؤاد، وللنظرات سحر يتجاوز بيان الشعراء، وكلام البلغاء، فإذا رأى مليح مليحة ولم يصرف بصره عنها أقام الشيطان عليهما، ونقل رسائل العينين بينهما، فلا يتركهما إلا صريعين للحرام ما لم ينزعا؛ ولذا قُرن إحصان الفرج بغض البصر للرجال وللنساء ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ﴾ [النور:30-31]. وذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن «زِنَا الْعَيْنَيْنِ النَّظَرُ، وَزِنَا اللِّسَانِ النُّطْقُ، وَالنَّفْسُ تَمَنَّى وَتَشْتَهِي، وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ أَوْ يُكَذِّبُهُ» رواه الشيخان. *** صيد الفوائد -------------------------------- |
||||||||
اقتباس اقتباس متعدد |
![]() |
المشاركة رقم: 2 | ||||||||||||
![]() |
كاتب الموضوع :
zoro1
المنتدى :
المنتدى الإسلامى العام
![]()
-------------------------------- |
||||||||||||
اقتباس اقتباس متعدد |
![]() |
المشاركة رقم: 3 | ||||||||||||
![]() |
كاتب الموضوع :
zoro1
المنتدى :
المنتدى الإسلامى العام
![]()
-------------------------------- |
||||||||||||
اقتباس اقتباس متعدد |
![]() |
المشاركة رقم: 4 | ||||||||
![]() |
كاتب الموضوع :
zoro1
المنتدى :
المنتدى الإسلامى العام
![]() شكرا للمرور الطيب وموفقين بعون الله ......... -------------------------------- |
||||||||
اقتباس اقتباس متعدد |
![]() |
المشاركة رقم: 5 | ||||||
![]() |
كاتب الموضوع :
zoro1
المنتدى :
المنتدى الإسلامى العام
![]() جزاك الله خيرا استاذ عادل -------------------------------- |
||||||
اقتباس اقتباس متعدد |
أضافة رد |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
العفة , فضل |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الحجاب المتبرج بين العفة والموضة. | zoro1 | المنتدى الإسلامى العام | 9 | 10-16-2019 01:06 PM |